لامونكلوا: سانشيز دفع كل تكاليف رحلته إلى المغرب.. هدفه نيل قسط من الراحة دون أي أجندة مؤسساتية
سارع رئيس الوزراء الإسباني المنتهية ولايته، بيدرو سانشيز، إلى نفي أي هدف سياسي لرحلته إلى المغرب، بعدما ظهر رفقة أفراد أسرته وهو يتجول في مدينة مراكش في إطار عطلتهم الصيفية، وذلك بعد أيام من ظهور نتائج الانتخابات العامة التي وضعته في موقع المنافس على تشكيل الحكومة، رغم حلول الحزب الاشتراكي العمالي الذي يقوده ثانيا.
ونقلت صحيفة "إلباييس" عن مصادر في "لامونكلوا"، قصر رئاسة الحكومة في مدريد، أن سانشيز يوجد في المغرب مع أسرته حيث سيقضي بضعة أيام، ويتعلق الأمر برحلة "خاصة صرفة، تكاليفها مدفوعة بالكامل من موارده الخاصة"، مبرزة أنه خلال هذه الرحلة لا يتم التفكير في أي أجندة مؤسساتية، في إشارة إلى انعدام وجود دوافع سياسية وراءها.
ووفق المصدر نفسه، فإنه بعد أن تحدث بعض وسائل الإعلام ومعارضون لسانشيز عن وجوده في جزيرة "لانثاروتي"، فإن الحقيقة هي أن سانشيز بقي في مدريد إلى غاية يوم أمس الثلاثاء، حيث استقل طائرة تجارية توجهت به رفقة أسرته إلى مراكش، ما دفع الكثيرين إلى إعطاء هذه الرحلة تفسيرات تتعلق بتغير موقفه من قضية الصحراء.
ولم يقدم قصر "لامونكلوا" أي تفاصيل بخصوص المواقع أو المدن الأخرى التي يمكن أن يزورها سانشيز في المغرب، ولا مدة بقائه في المملكة، كما لم يقدم أي معلومة حول طبيعة الإجراءات الأمنية التي ترافقه، لكنه أكد أن رئيس حكومة تصريف الأعمال حاليا سيستأنف نشاطه السياسي بعد هذه الاستراحة، حيث سيستعد لاحتمال تسميته رئيسا للحكومة، والمفاوضات مع أحزاب أخرى لتشكيلها.
وكان الفرز النهائي لأصوات الانتخابات العامة السابقة لأوانها التي جرت يوم 23 يوليوز 2023، قد أظهر تصدر الحزب الشعبي الذي يقوده ألبيرتو نونيث فييخو للنتائج بـ137 مقعدا، مقابل 121 مقعدا للحزب الاشتراكي العمالي بقيادة ساشنيز، في حين حصل حزب "فوكس" اليميني المتطرف على 33 مقعدا، وتحالف "سومار" اليساري الراديكالي على 31 مقعدا.
وأعلن العاهل الإسباني بعدها إقالة سانشيز من مهامه مع تكليفه بترؤس حكومة لتصريف الأعمال، إلى حين تشكيل حكومة جديدة، ويُنتظر أن يتم تكليف فييخو أولا بهذه المهمة، لكنه لن يستطيع ذلك بالنظر لعدم قدرته، رفقة حليفه المُحتمل "فوكس" على جمع أغلبية مطلقة في مجلس النواب، وهو أمر ممكن بالنسبة لسانشيز في حال ما تحالف مع باقي الأحزاب اليسارية والقومية.
وكان ملف الصحراء من الملفات المطروحة بقوة خلال الحملة الانتخابية، حيث دافع سانشيز عن قراره إعلان دعم مقترح الحكم الذاتي في المنطقة تحت السيادة المغربية، وفتح صفحة جديدة من العلاقات بين الرباط ومدريد، في حين ترك فييخو موقفه معلقا إلى ما بعد توليه رئاسة الحكومة، والاطلاع على الاتفاق الذي جمع البلدين العام الماضي، حسب كلامه.